السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ,وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد(صلى الله عليه وسلم) خاتم المرسلين, وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد أحبائى فى الله:
سجود التلاوة
1_مشروعيته وحكمه :وهو مشروع عند تلاوة الآيات التى وردت فيها السجدات واستماعها.
قال ابن عمر رضى الله عنهما : (كان النبى "صلى الله عليه وسلم" يقرأ السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد معه , حتى ما يجد أحدنا موضعا لجبهته) , وهو سنة على الصحيح , وليس بواجب , فقد قرأ زيد بن ثابت على النبى "صلى الله عليه وسلم" ((النجم)) , فلم يسجد فيها . فدل على عدم الوجوب.
ويشرع سجود التلاوة فى حق القارئ والمستمع , إذا آية سجدة فى الصلاة أو خارجها , لفعله "صلى الله عليه وسلم" ذلك عندما كان يقرأ السجدة , ولسجود الصحابة معه كما مر فى حديث ابن عمر : (فيسجد ونسجد معه). والدليل على مشروعيته فى الصلاة : ما رواه البخارى ومسلم عن أبى رافع قال : صليت مع أبى هريرة العتمة, فقرأ (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ) فسجد, فقلت : ما هذه؟ قال : سجدت بها خلف أبى القاسم "صلى الله عليه وسلم" , فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه.
فإذا لم يسجد القارئ لايسجد المستمع , لأن المستمع تبع فيها للقارئ , ولحديث زيد بن ثابت المتقدم , فإن زيدا لم يسجد , فلم يسجد النبى "صلى الله عليه وسلم".
2_فضله : عن أبى هريرة "رضى الله عنه" عن النبى"صلى الله عليه وسلم" أنه قال : (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكى , يقول : يا ويله , أمر ابن آدم بالسجود فسجد, فله الجنة , وأمرت بالسجود فأبيت , فلى النار).
3_صفته وكيفيته : يسجد سجدة واحدة , ويكبر إذا سجد, ويقول فى سجوده: (سبحان ربى الأعلى) كما يقول سجود الصلاة , ويقول أيضا : (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك, اللهم اغفر لى), وإن قال : ( سجد وجهى للذى خلقه , وشق سمعه وبصره بحوله وقوته) فلا بأس.
4_مواضع سجود التلاوة فى القرآن الكريم :
مواضع سجود التلاوة فى القرآن الكريم خمسة عشر موضعا , وهى على الترتيب :
1_آخر سورة الأعراف (آية رقم 206).
2_سورة الرعد (آية رقم 15).
3_سورة النحل (آية49 _50).
4_سورة الإسراء (آية 107_109).
5_سورة مريم (آية رقم 58).
6_أول سورة الحج (آية 18).
7_آخر سورة الحج (آية 77).
8_سورة الفرقان (آية 73).
9_سورة النمل (آية 25_26).
10_سورة السجدة (آية 15).
11_سورة فصلت (آية 37_38).
12_آخر سورة النجم (آية 62).
13_سورة الانشقاق (آية 20_21).
14_آخر سورة العلق (آية 19).
والخامسة عشر : هى سجدة سورة (ص) , وهى سجدة شكر , فعن ابن عباس "رضى الله عنهما" قال : (ليست "ص" من عزائم السجود , وقد رأيت النبى "صلى الله عليه وسلم" يسجد فيها).
سجود الشكر
يستحب لمن وردت عليه نعمة , أو دُفعت عنه نقمة , أو بشر بما يسره ,أن يخر ساجدا لله , اقتداء بالنبى "صلى الله عليه وسلم" . ولا يشترط فيه استقبال القبلة , ولكن إن استقبلها فهو أفضل .
وقد كان رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يفعله , فعن أبى بكر : (أن النبى "صلى الله عليه وسلم" كان إذا أتاه أمر يسره _ أو يسر به _ خر ساجدا شكرا لله تبارك وتعالى) , وكذا فعله الصحابة رضوان الله عليهم .
وحكم هذا السجود حكم سجود التلاوة , وكذا صفته وكيفيته .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبائى فى الله
.